مجلة كلام رومنسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة كلام رومنسي

كلام رومانسيى لعشاق الرومانسية


4 مشترك

    القلب الخاشع وأثره في التغيير

    Admin
    Admin
    المـديـر العـــام


    الجنس : ذكر
    مساهماتي : 1274
    نقاطي : 1529
    سجلت في : 19/04/2012
    عمري : 25

     القلب الخاشع وأثره في التغيير Empty القلب الخاشع وأثره في التغيير

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أبريل 29, 2012 5:09 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم



    القلب الخاشع وأثره في التغيير

    علي قاسم عسكر



    كثيرًا ما يتحدَّث الناس عن الخشوع،
    وكثيرًا ما نسمع الكلمات الوعظية عنه، فيقال: هذا إنسان خاشع، وذاك إنسان
    غير خاشع، لكن غالبًا ما نسمعهم يتحدَّثون عن وصْف حالة الخشوع، أو الطريق
    المؤدِّية إليه، دون تعريف حقيقي له.

    فما هو هذا الخشوع؟

    لو تأمَّلنا أغلب الذين يتحدَّثون عن
    الخشوع، نجدهم ينظرون إليه من زاوية أُحادية، ومن بُعْدٍ واحد فقط، وهو
    البكاء والخضوع والتذلُّل، الذي يَنتج عنه دمعٌ غزير؛ سواء كان بتكلُّف،
    أو بغير تكلُّف.

    الخشوع الحقيقي أكبر من هذه المظاهر
    التي هي جزءٌ منه بطبيعة الحال، ويتعدَّى إلى أبعادٍ أخرى تزيد للبُعد
    الأُحادي أبْعادًا أكثرَ سُطوعًا ونُورًا؛ حتى يكون له معنًى واقعيٌّ،
    وأثرٌ عمليٌّ.

    إنه ذلك الاستعداد للتلقي، لتلقي القول
    الثقيل، والاستعداد للخروج من الظلمات إلى النور، والاستعداد للتغيير؛
    لتغيير الذات، ثم لتغيير العالم عبر التفاعُل مع القرآن والصلاة، وفي
    النهاية الاستعداد من أجْل التجاوب مع الخطاب القرآني، والذي يكون على
    مستوى القلب في البداية، ثم يتعدَّى إلى كامل الجوارح.

    ومن شِدَّة استعداد القلب وتلهُّفه إلى ذِكْر الله – سواء عبر القرآن أو الصلاة – يكون خاشعًا مُتصدِّعًا من خشية الله.

    ويكون هذا الخشوع ظاهرًا جليًّا، في
    استكانة القلب وخضوعه، وتواضعه لله ربِّ العالمين ولنوره المبين، لكن
    سرعان ما يهتزُّ هذا القلب، وينتفض ويربو من جديد وينطلق؛ ليحيا حياة
    طيبة، بعدما كان خاملاً ميِّتًا لقرون طويلة، فيحيا قلبُه وينبت فيه
    نباتًا حسنًا، فمثله كمثل الأرض الخاشعة التي تنتظر رياحَ التغيير، وتستعد
    للتغيير، حتى إذا أنزَل الله عليها الماء اهتزَّت وربَتْ، إن الذي أحياها
    لَمُحيي الموتى؛ إنه على كلِّ شيء قدير.

    نعم، سيهتزُّ وينتفض قلبه؛ لثِقَل
    الكلمات، وعِظَم الأمانة التي أُلْقِيت عليه من ربِّ العالمين، ثم بعدها
    سيربو وينمو عندما تتفاعَل تلك الكلمات مع قلبه، فيحيا حياة طيبة جديدة،
    ويزداد نموُّه كلما ازدادَ تفاعلاً مع كلمات الله، إنَّ الذي أحياها لمحيي
    الموتى؛ إنه على كلِّ شيء قدير.

    نعم، قدير على أن يبعث قلبك أيها
    الإنسان من موْته، لكن بشرط الاستعداد؛ ليحيا هذه الحياة الحقيقية في
    الدنيا ويزرعها، فتزدهرُ هذه الأرض، وتنمو بعدما أسهَم هذا الإنسان بنفسه
    في حَرْثها، فتحيا وتتفاعَل بصفة خلاَّقة مع هذا الإنسان الذي أحياه الله
    من جديد.

    عندها ستحدث تلك الهزَّة العنيفة التي
    تكون في البداية على مستوى القلب، ثم تسري في كامل الجسم، فينتفض ويثور،
    ويحيا بعدما كان ميتًا، ولقوَّة الهزة يَقْشعرُّ جلدُ الإنسان عندما
    تتنزَّل عليه آيات الرحمن، التي تقشعرُّ منها جلود الذين يخشون ربَّهم، ثم
    تَلين جلودُهم وقلوبهم إلى ذِكْر الله، ولا يستطيع قياس هذه الهزة لا
    مقياس ريختر ولا غيره، ولا أي جهاز بشري، إنما يقيسه ذلك الواقع الذي
    سيغيِّره هذا الإنسان الذي اهتزَّ من جديد، وأحياه الله من جديد.

    ونتيجة لقوة تلك الكلمات التي اهتزَّ
    لها القلب وتصدَّع يحدث ذلك البكاء الحقيقي الذي كان من حِدَّة الألَم،
    بعدها سيسارع الإنسان إلى الإنابة والرجوع إلى الله بعد تلقِّي الكلمات،
    وهي النتيجة الأوليَّة للخشوع؛ “فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ
    فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” [البقرة: 37]، ثم
    بعد ذلك يتم تصفية واجتثات كلِّ نَبتة سلبية فاسدة؛ حتى يكتملَ الخلْق،
    ويولَد هذا الإنسان ولادة أخرى، ويُنشئه الله خلْقًا آخرَ، فتبارَك الله
    أحسن الخالقين.

    ونتيجة لخشوع القلب خشوع الجوارح
    الأخرى، فيخشع السمع والبصر، والجسد كله، فيربو ويزداد نموًّا كلما
    تفاعَلَت تلك الكلمات مع قلبه، وإذا خشَع الإنسان سيكون أقوى للتفاعل مع
    الحياة، وإنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين.

    فالأصل أن يكونَ القلب الخاشع منصة
    الاستعداد، مُنطلقًا للاهتزاز والنهوض، والحياة والنمو والفعالية في
    الحياة، لكن المشكلة أننا تعامَلنا معه تعامُلاً سلبيًّا، وكان ذلك
    الاستعداد بالخضوع والتذلُّل لله، مُخدرًا للركون والاستكانة، وعدم النهوض.

    مع القلب الخاشع فقط يُمكن أن يَحدثَ
    التغيير، شريطة أن يكون مستعدًّا للتلقِّي والتغيير، والخروج من واقعه
    السلبي إلى واقعٍ إيجابي أفضل.

    فإنْ لَم يكن هذا القلب مستعدًّا لذلك، فإنه سيكون خشوعه خشوعًا ساذجًا، بلا معنًى ولا هدف، ويكون مجرَّدَ ادِّعاءٍ ومُخدِّر فقط
    RAED HARB
    RAED HARB


    الجنس : ذكر
    مساهماتي : 353
    نقاطي : 473
    سجلت في : 10/05/2012
    عمري : 25

     القلب الخاشع وأثره في التغيير Empty رد: القلب الخاشع وأثره في التغيير

    مُساهمة من طرف RAED HARB الأحد مايو 27, 2012 12:31 am

    ألف شكر ياغالى
    3arabiyat
    3arabiyat


    الجنس : ذكر
    مساهماتي : 265
    نقاطي : 273
    سجلت في : 04/08/2012

     القلب الخاشع وأثره في التغيير Empty رد: القلب الخاشع وأثره في التغيير

    مُساهمة من طرف 3arabiyat السبت أغسطس 04, 2012 10:44 pm

    جزاك الله كل خير وردة
    sad eye
    sad eye


    الجنس : ذكر
    مساهماتي : 273
    نقاطي : 285
    سجلت في : 09/08/2012

     القلب الخاشع وأثره في التغيير Empty رد: القلب الخاشع وأثره في التغيير

    مُساهمة من طرف sad eye الجمعة أغسطس 10, 2012 5:25 am

    شكرا على الموضوع المميز

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:58 am